صحافة مكررة!!!!

منذ عمري الأول في المدارس الإبتدائية وأنا أحفظ عن ظهر قلب :


"موطني !! الجلال والجمال والسناء والبهاء .. في رباك !!

والحياة والنجاة والهناء والرجاء في هواك ..!!"

فهمت حينها أن موطني .. "واحة شرق خضراء"

وطالما أنه الرخاء على الجميع فالخير والبركة، وبما أنه واحة للشرق إذن حتما ستكون حدوده بوابة للشرق أيضا ! وعلى هذا الأساس كبرت والإيمان بوطني يكبر .

اليوم صحوت من الحلم الجميل بعد نوم ثمانية وعشرون عاما ! على واقع مرير والرفض مفرط بين حلمي والواقع ! صحوت والعجز يهدّ أوصالي .. والرقاد سلب مني عمرا من الأحلام والتثاؤب فلا بد من النوم مجددا على همي الوطني والعودة للأحلام ففيها من النجاة ما يحقق لي استمرارية العيش بما تبقى من عمر ...!

وإليكم فاجعتي:

كالعادة فطور الصباح صحافة مكرره ! شقق تبحث عن ساكنين! وظائف تبحث عن مواطنين ! تهاني تبحث عن فرحين ! أماني تبحث عن حزانى .! ذهب وراح .. جاء وحضر .. !!

الدجاج سعره يطال عنان السماء ! والفقير لا يجرؤ من الوقوف أمام دجاجة الجار لامتاع نظره فيها !
الجزار يغازل اللحم والفقير يبكي لغناءه عند باب السوق بانتظار عظمة عجل فاسدة لا تصلح للاستخدام البشري !!
وحده البصل البلدي (المسبب لسيلان الدموع ) االمستقر في سوق الخضار على حاله !
الخيار .. والباذنجان ! منع التداول بهما في سوق الخضار فالصيدليات أنسب مكان حسب القيمة الغذائية لكل منهما!!
الخس ! البقدونس! الفجل! وبعض الأعشاب ! تفيض بها الأسواق فهي ترفض الدخول للبيوت !!
رفاهية التفاح والبرتقال والموز ! قصور عالية وحجز الحبة منها يقتضي التسلح بالمبلغ المناسب وأعصاب حديد !
التمور وما شابه ! يكفي للفقير أن يأخذ اولاده في رحلة سياحية على أحد أسواق الخضار للتمتع بمنظرها الخلاب!

معركة هذه الصفحة من الحياة !

وسط هذا الحشد من السواد فاجئني خبر غلاء البندورة في وقت أصبح فيه دينار الفقير لا قيمة له في سوق الخضار !!
للأسف فقدت ثقتي بالبندورة فلم تعد خدودها حمراء !!
تتكبر هي أيضا على المعدم الفقير الحال ! وتنسى أنها كانت لا تساوي البضع قروش أيام ما كان وطني بخير !!

أي واقع ! (موطني) !!

الرواتب في تناقص مستمر كمعنويات الفقراء وسعر الخضار في تزايد مستمر كأعداد المحتاجين المعدمين!!
أحلام محاصرة ! تصدير مستمر ! أمنيات منقحة ..! والندب مستمر !

وبعد ؟

ماذا سأقرأ لكم من هذه الصحافة !!
صور الوجوه مشدودة ! الجميع معصب (قرفانين ) !!
صفحة الأحداث تحكي عن أب لم يعد يحتمل ابنه فأطلق عليه الرصاص وبكى فوقه!!

ولا زغرودة فرح في صفحة المناسبات !!

المعازيم صاموا ثم فطروا على بصله !!

ما الحكاية وطني ؟؟

أين ما كنت أحلم به من " سالما منعما !! وغانما مكرما!!

ماذا فعلت لحلمي ؟؟

"الشباب لن يكّل !! همه أن يستقل ؟!! أو يبيد ؟ .. فلن يكون للعدى كالعبيد..""

كنت أتمنى أن لا أقرا في صحافة اليوم ولا خبر عن التعيينات !!

وكم تمنيت أن أقرا اسمك على صفحات الصحافة كما الإيمان بك !

كنت أتمنى أن تمنحني الثقة كما منحتك إياها ليكتمل النصاب

وتكون وحدك موطن :

"الحسام واليراع !! لا الكلام .. و النزاع رمزنا ..!!"

كنت أريد لك وحدك أن تكون :

"مجدنا وعهدنا... وواجب إلى الوفاء يهزنا !! "

يا هنااااااك ..

نعم وبكل قواي العقلية أقول ياهناك .. !

فأنا أول من ستصفق لقراراتك إن خدمت مصلحة الفقراء من أبناء الشعب!

وأنا هي أول من ستصفق للعدالة إن سمعت آنات المعذبين !!

وأنا هي التي ستكون أول من ينتقد قراراتك إن تناست صراخ ومصلحة هؤلاء !!!

فاعذرني يا وطني !

فبيننا سوء فهم إلى حين .