اربد - محمد قديسات - اذا كان الرجال يوصفون بقوة القلب ومن الصعوبة بمكان ان تسيل دموعهم حتى لموقف محزن، الا ان المواقف التي تصنف تحت باب الايثار والشهامة ربما تكون اكثر تاثيرا في عواطفهم لتسمح لدموعهم بالانسياب فرحا دون قدرة على كبح جماح غزارتها.
هذا ما حدث لاغلب الحضور في لقاء التهنئة الذي جمع رئيس المجلس الاعلى للشباب الاسبوع الماضي بادارة نادي الحسين المنتخبة بحضور النائبين الدكتور محمد الشرعة وصلاح الزعبي، فلم يتمالك الاغلبية من فرط مشاعرهم عندما اعلن الرئيس السابق لنادي الحسين فارس حجازي عن تنازله التام عن كامل مستحقاته وديونه على النادي خلال فترة ترؤسه للنادي والبالغة نحو 43 الف دينار، والتي تشكل نصف الدين العام على النادي.
قرار حجازي الموقف الذي نقله مستشاره فراس بني هاني عبر رسالة خطية تليت على مسامع الحضور، اكدت حسب رئيس النادي الدكتور احمد هزاع البطاينة ان نادي الحسين قادر على تجاوز ازماته عندما يخرج من رحم المعاناة رجال يعمر الانتماء وحب مؤسسات الوطن، قلوبهم قبل عقولهم. واعتبروا ان حجازي بهذا الموقف النبيل عبر عن اصدق مشاعر الحب والانتماء والتضحية تجاه ناد عريق اسما ومنجزا عشقه واحبه، ودعا اعضاء الهيئة العامة الى الوقوف خلف ناديهم ودعمه بالامكانات المتاحة حتى يعود لسكة الانتصارات والمنافسة الحقيقية على الالقاب والبطولات.
ويشار الى ان البعض مارس ضغوطا على حجازي خلال الفترة الماضية لحثة على المطالبة بمستحقاته والحجز على النادي، الا انه قطع الشك باليقين بهذا القرار الذي اثلج صدور الكثيرين وابكاهم فرحا وما يزال صداه الايجابي حديث الشارع الرياضي في اربد، في حين عبرت اوساط الهيئة العامة عن اعتزازها بهذا الموقف النبيل من حجازي، مشيرة الى النادي بحاجة الى تضحيات ابنائه ومحبيه ليعاود الالق على مختلف الصعد.
الى ذلك سيكون حجازي مع رؤساء النادي السابقين الذين تولوا رئاسته منذ تاسيسه عام 1964 موضع حفاوة وتكريم من الادارية الحالية التي ستقيم حفلاا كبيرا على شرفهم يحدد موعده لاحقا.